القاهرة – محمود عطاالله
الحديث عن فوائد الشاي الأخضر الصحية وقدرته على محاربة مجموعة واسعة من الأمراض، لم يتوقف خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك قدرة هذا المشروب السحري على مكافحة أنواع مختلفة من الأمراض الشرسة منها السرطان (1)، وأمراض القلب (2)، وأمراض الكبد (3).
إذ يحتوى الشاي الأخضر على مخزون كبير من مضادات الأكسدة ما تمكنه أيضاً من علاج أي من متلازمة التمثيل الغذائي، مثل السمنة (4)، والسكري من النوع الثاني (5)، وعوامل الخطر القلبية الوعائية (6).
الحفاظ على الوزن
الدراسات تقول أن الحفاظ على الاستفادة من فوائد الشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة على المدى الطويل يفيد جداً في الحفاظ على الوزن (7)، وتجنب السمنة الناجمة عن النظام الغذائي عالي الدهون (8)، ويساعد على التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب عموماً (9).
كما يعتبر الشاي الأخضر أحد أهم مضادات الإلتهاب، لا سيما إلتهابات المفاصل (10)، وله تأثير مضاد للبكتيريا (11).
مزيد من فوائد الشاي الأخضر
أظهرت الدراسات التي تستخدم نماذج حيوانية أن مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر توفر بعض الحماية ضد الأمراض التنكسية (12).
كما أن الشاي الأخضر له نشاط مضاد للتكاثر على خلايا سرطان الكبد ونشاط خافض لشحوم الدم في الفئران المعالجة بسرطان الكبد، وكذلك الوقاية من تسمم الكبد (13)، وكعامل وقائي ضد سرطان الثدي.
تمتلك مكونات الشاي تأثيرات مضادة للأكسدة ولها تأثير قوي في الوقاية من أمراض السرطان، ويمكن أن تحمي الإنسان من خطر إصابة السرطان التي لها علاقة بالعوامل البيئية.
ولوحظ تأثير مضاد للأكسدة مماثل على الكلى فضلاُ عن التأثير الوقائي الكيميائي للشاي الأخضر بين مدخني السجائر (14)، ووجد أنه يمكن أن يمنع الزيادة الناجمة عن السجائر في تكرار تبادل الكروماتيدات الشقيقة.
الشاي الأخضر مضاد قوي للأكسدة
تمتد فوائد الشاي الأخضر لتساعد في علاج أي نوع من أنواع الإسهال (15) والتيفوئيد (16)، وكان هذا المشروب معروف في آسيا منذ العصور القديمة، ويعتبرونه هام لتنشيط المناعة والحفاظ على الصحة.
مضادات الأكسدة المتزاحمة في أوراق الشاي الأخضر، تعمل على محاربة عدوى هيليكوباكتر بيلوري أو “جرثومة المعدة” (17). كما تم إثبات تأثيرات الشاي الأخضر ضد فيروس الأنفلونزا (18)، خاصة في مراحله المبكرة، وكذلك ضد فيروس الهربس البسيط (19).
كما يعمل النشاط المضاد للفطريات في الشاي الأخضر على تجنب تناول مضادات الفطريات وتجنب الآثار الجانبية لها.
فوائد الشاي الأخضر للعظام
ارتبط الحفاظ على شرب الشاي الأخضر بزيادة كثافة المعادن في العظام، وتم تحديده كعامل مستقل يحمي من خطر الإصابة بكسور منطقة “الفخذ”، ويعمل على تكاثر ونشاط الخلايا العظمية (20).
أشارت الدراسة أيضاً، إلى أن الشاي الأخضر يحمي من مرض باركنسون (21)، والزهايمر (22) وأمراض التنكس العصبي الأخرى (23)، ويساعد على الوقاية من إصابة الخلايا الناجمة عن السموم العصبية (24).
يعتبر الشاي الأخضر مفيدًا للسعات الحشرات (25) ويرجع ذلك أساسًا إلى آثاره المضادة للالتهابات وقدرته على وقف النزيف (26)، اقترحت بعض الدراسات وجود علاقة عكسية بين استهلاك الشاي الأخضر وخطر تكوين حصوات الكلى (27).
الحفاظ على صحة العين
وبحسب دراسة أعدها الباحث “سكرزيد ليوسكا” وأخرون، يعمل الشاي الأخضر على الحفاظ على صحة العين (28)، كما أشاروا إلى وجود تأثير مفيد له في علاج التسمم الناتج عن الكحول (29).
فضلاً عن كل هذه الخصائص المذكورة والتي ساعدت في التعرف على فوائد الشاي الأخضر تم ربط استهلاك هذا الشاي بالوقاية من أنواع عديدة من السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والقولون والمريء والفم والمعدة والأمعاء الدقيقة والكلى والبنكرياس والغدد الثديية.
حيث أظهرت العديد من الدراسات الوبائية والتجارب السريرية أن الشاي الأخضر (والشاي الأسود والشاي الصيني) قد يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة.
ويعزى هذا التأثير المفيد إلى وجود كميات عالية من مادة البوليفينول، وهي واحدة من مضادات الأكسدة الفعالة، وعلى وجه الخصوص، ولذلك قد يعمل الشاي الأخضرعلى خفض ضغط الدم (30)، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية (31) وأمراض القلب التاجية.
بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أشارت أيضاً إلى أن فوائد الشاي الأخضر قد تمتد لتحمي من الإصابة بأمراض القلب التاجية عن طريق خفض مستويات الجلوكوز في الدم (32)، ووزن الجسم.
الشاي الأخضر مضاد للأكسدة والإجهاد التأكسدي
تعمل مضادات الأكسدة المتزاحمة في الشاي الأخضر على زيادة نشاط مضادات الأكسدة في البلازما (33)، كما أن تناول مستخلصات الشاي الأخضر يزيد أيضًا من نشاط الشريان الأورطي (34).
أقراص الشاي الأخضر
أجرى الباحث الأمريكي “بيل يبينكو” وآخرون، دراسة حول تقييم مدى فعالية الشاي الأخضر على شكل أقراص وتأثيره على مؤشرات حالة مضادات الأكسدة، وشملت الدراسة خمسة وعشرون مريضاً يعانون أمراض مختلفة بالجهاز الهضمي.
وتم تقسيم الحالات إلى مجموعات العلاج تحت الأشراف الكامل، وأوضحت الدراسة أن الشاي الأخضر على شكل أقراص أظهر نتائج ممتازة، وأظهرت الحالات مؤشرات إيجابية للصحة بشكل عام (35)، كما أكدت التحاليل الكيميائية الحيوية سلامة هذا المنتج.
محاربة السكري من النوع التاني
مرض السكري من النوع الثاني هو اضطراب غير متجانس يتضمن مقاومة استقلاب الجلوكوز والدهون في الأنسجة المحيطية للنشاط البيولوجي للأنسولين وعدم كفاية إفراز الأنسولين بواسطة خلايا البنكرياس.
وتبين من دراسات أجريت على فئران تجارب مصابة بداء السكري، أن استمرار تناول مستخلص الشاي الأخضر يوميًا لمدة 15 يومًا بجرعة من 50 أو 100 ملجم، أدى إلى انخفاض بنسبة 29% و44%، على التوالي، في مستوى الجلوكوز المرتفع في الدم.
كما تم اكتشاف انخفاض كبير في إنزيمات الكبد والكلى (36)، التي ينتجها الألوكسان بشكل ملحوظ، وانخفض مستويات الدهون الثلاثية في البلازما في اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم لدى الفئران الطبيعية.
وهو ما يؤكد على نتائج العديد من الدراسات البشرية والحيوانية السابقة التي أشارت إلى أن الشاي الأخضر والفلافونويدات له تأثيرات مضادة لمرض السكر، حيث أن فلافونيدات الشاي الأخضر لها أنشطة تشبه الأنسولين.
الشاي الأخضر وأمراض كبار السن
الدراسة الوبائية لجزر البحر الأبيض المتوسط (MEDIS)، وهي دراسة استقصائية مقطعية للصحة والتغذية تهدف إلى تقييم الارتباط بين مختلف العادات الاجتماعية والديموغرافية والسريرية والغذائية وغيرها من عادات نمط الحياة وانتشار عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الشائعة (أي ارتفاع ضغط الدم، دسليبيدميا، والسكري، والسمنة) بين كبار السن الذين ليس لديهم تاريخ من أي مرض مزمن.
ويسعى الفريق خلالها، إلى تقييم ما إذا كان استهلاك الشاي الأخضر يرتبط بشكل مستقل بمستويات الجلوكوز في الدم أثناء الصيام وانتشار داء السكري من النوع الثاني.