قصة البقرة الثمينة مع الشيخ كرم والفلاح الفقير | قصص عربية فيديو
قصة البقرة – يحكى أن شيخاً بدوياً، اسمه كرم، كان عائداً من حقله إلى منزله، وفي طريق عودته مر بالسوق،
فوقعت عينه على بقرة ثمينة يكاد ينفجر الحليب من ضرعها من كثرة خيرها وبركتها، فأعجبته البقرة وقرر أن يشتريها،
لترعى في حقله ويستفيد من خيرها، وهنا، تذكر الرجل الطيب، جاره الفلاح الفقير،
الذي يمتلك بقرة ضعيفة وصغيرة لا تنتج من الحليب إلا القليل، وعنده سبع بنات.
فقرر الشيخ كرم، أن يشترى هذة البقرة الثمينة، ويتصدق بها على جاره الفقير،
قائلاً فى نفسه: إن الله تعالى يقول “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”.
وقال: أنا أحببت أن أمتلك هذه البقرة، ولذلك سوف أتصدق بها، لعل الله يقبلها مني، ويجعلني من الأبرار، الذين يننقون مما يحبون.
وبالفعل إشترى الشيخ كرم البقرة، وأخذها إلى بيت جاره وأهداها له، ففرح الفلاح الفقير وكاد يطير من السعادة والسرور،
بينما عاد الشيخ الطيب إلى منزله مسروراً يدعوا الله أن يتقبل منه عمله.
وبعد مرور عدة أشهر، ذهب الشتاء، وانقطع المطر، وتشققت الأرض من شدة الجفاف،
وكان الشيخ كرم يعيش وسط البدو، واعتاد أن يرتحل مثلهم من مكان إلى مكان بحثاُ عن الماء والتجارة.
ترك الشيخ منزله وانتقل ومعه أولاده الثلاث وزوجته، وأخذ معه قطيعه من الأغنام والماشية، إلى تل أخر قريب من منزله،
تابع قصة البقرة الثمينة مع الشيخ كرم والفلاح الفقير
كان فيه أبار عملاقة، لكنهم وجدوا الأبار القريبة منهم جافة، فقال الرجل لأولاده: لابد أن هناك أحد الأبار البئر في مكان قريب يتدفق فيه الماء.
ثم أخبرهم أنه سيذهب في رحلة بحث قصيرة ليستكشف الأمر، بينما جلس الأولاد وأمهم،
في خيمتهم، ينتظرون عودته، ثم طال الانتظار، وحل الظلام، وضل الرجل طريقه ولم يستطع العودة مرة أخرى إلى مكان خيمته.
بينما ظن أولاده وزوجته أنه مات، أو لدغة ثعباناً أو عقرب، وكان 2 من أولاده يحبون المال حباً كبيراً،
ولا يخلصون في حب والدهما، فقالوا لشقيقهم الثالث: الآن فات على غياب والدنا 5 أيام، لابد أنه مات، وليس أمامنا إلا أن نرث ماله ونقتسمه.
فعادوا إلى منزلهم وقاموا بتقسيم الميراث، فقال أحدهما: هل تتذكرون قصة البقرة التى أعطاها أبانا إلى جارنا الفلاح؟
إنه لا يستحقها وهي ملك لنا، ثم ذهبوا إلى الرجل الفلاح، ليأخذوا البقرة.
فقال لهم جارهم الفلاح: لقد أهداها لى أباكم وأنا أستفيد من لبنها وأطعم منها بناتى الصغار.
فقالوا له: هذا ليس من شأننا، أعد لنا بقرتنا فى الحال، وعرضوا عليه أن يعطوه جمل صغير أصابه الجفاف بدلاً عنها،
ثم قال أحدهم: أن لم تأخذ الجمل سوف نأخذها منك بالقوة، وحينها لن نعطيك أى شئ بالمقابل.
فهددهم الرجل قائلا: سوف أشكوكم إلى أبيكم، فقال أحدهم ساخراً، افعل ما تشاء، وعليك أن تعلم أن والدنا قد مات.
فزع الرجل وسألهم: كيف مات وأنا لا أدرى؟ قالوا: ذهب ليبحث لنا عن بئر فيه ماء فى الصحراء ولكنه لم يرجع حتى اليوم.
فقال الرجل: دلونى على الطريق الذي سار فيه، وخذوا بقرتكم لا أريد منكم شيئاً، الله سيرزقني.
الشيخ كرم والفلاح الفقير
ركب الفلاح المخلص حصانه، وذهب في الطريق الذي دله أولاد الشيخ عنه، وظل يجوب المكان منذ الفجر حتى الليل،
وفي اليوم التالي، سمع الفلاح أنيناً خافتاً، يخرج من بئر عميق في سكون الليل، فربط الفلاح حبلاً فى وسطه وربطه في حصانه.
ثم أوقد ناراً ونزل إلى البئر، وحين نزل كان الشيخ كرم ممدد على الأرض وقد أنهكه التعب وبالكاد يتنفس، فحملهُ الفلاح وأخرجه من البئر.
ثم أعطاه الماء والطعام، وحملة إلى داره، وظل في منزل الفلاح حتى دبت الحياة فيه من جديد، كل هذا وأولادة وزوجته لا يعلمون عن الأمر شيئاً.
تعجب الفلاح، وسأل الشيخ: كيف تمكنت من البقاء حياً 7 أيام، تحت الأرض، فقال الشيخ: سأخبرك بقصة عجيبة،
حين نزلت إلى البئر، وجدت بعض الماء ولكني لم أتمكن من الصعود بعدما انقطع الحبل الذي كنت أتعلق به،
ولم أستطع العودة فأخذت أشرب من الماء لمدة ثلاثة أيام، وقد بلغ منى الجوع مبلغه، فأستلقيت على ظهرى وسلمت أمرى إلى الله عز وجل.
وإذا بى فجأة وكنت أشعر بلبن بارد يتدفق على لسانى من إناء عالي أو ضرع شاه، لكن لم أكن أرى شيئاً فى الظلام.
والغريب، أن الأمر كان يتكرر كل يوم، ولكنه إنقطع فجأة منذ يومين، ولم أعلم سبب إنقطاعه.
فبكى الفلاح وأخبره عن قصة البقرة التي أهداها له، ثم أخذها أولاده،
فتعجب الشيخ وقال: هكذا نجوت ياكرم. حقاً. إن صنائع المعروف تقى مصارع السوء، صدقت يارسول الله.
شاهد المزيد.. قصص للكبار.. قصة القرد الذكي الذي زوج الحطاب الفقير من الأميرة | قصص عربية فيديو