قصة الصياد الفقير.. كيف تحول إلى رجل غني بين ليلة وضحاها – قصص فيديو | قصص عربية

قصة جديدة من سلسلة قصص عربية تحكي أن صياداً فقيراً، اسمه “أبو النصر”، كان يعيش مع زوجته وابنه في منزل صغير على حافة النهر،
وفي أحد الأيام كان أبو النصر يمشي بالشوارع مهموماً، بعدما ترك زوجته وابنه في المنزل يشتكيان من شدة الجوع.
ثم مر على منزل رجل صالح، فقال له: السلام عليكم، جئتك قاصداً النصح، أنا صياد سمك، وضاق بي الحال،
ولا أجد طعاماً لزوجتي وابني، بم تنصحني؟.. فقال له الرجل: اتبعني إلى طريق النهر،
ولما وصلا قال الرجل للصياد: هيا صلي ركعتين, وادعي ربك أن يرزقك، ففعل أبو النصر.
فقال له الرجل: قل بسم الله، وارمي شبكتك، فرمى الصياد الشبكة في النهر فخرجت بسمكة عظيمة.
فقال الرجل للصياد: إذهب إلى السوق وبعها، واشترِ طعاماً لأهلك، فذهب الصياد وباعها واشترى فطيرتين إحداهما باللحم،
والأخرى بالعسل، وعاد فرحاً إلى الرجل الصالح، وقرر أن يطعمه من الفطائر، فقال له الرجل: هذا رزقك، أنا فعلت الخير،
ولم أكن أنتظر منك طعاماً أو شراباً، ثم قال له: يا أبو النصر، إذا فعلت خيراً فاستره، وإذا نلت خيراً فانشره.
تابع قصة الصياد الفقير
قصة الصياد الفقير.. كيف تحول إلى رجل غني بين ليلة وضحاها – قصص فيديو | قصص عربية
خرج الصياد من منزل الرجل الصالح، وهو يتعجب من قناعته وزُهدهِ، وبينما هو في طريقه،
وقعت عينه على امرأة فقيرة تجلس أمام منزلها ومعها طفلاً صغيراً، فسألته المرأة أن يطعمهما.
فنظر الصياد إلى الطعام في يده، وقال في نفسه، هذه المرأة وطفلها، يتضوران جوعاً،
وحالهما مثل حالي أنا وزوجتي وابني، فماذا أنا فاعل؟ ولما نظر إلى المرأة فوجدها تتألم لجوع طفلها، فلم يحتمل قلبه،
أن يتركهما ويمضي، فمد يده بالفطيرتين للمرأة، وقال لها هذ الطعام لكِ ولطفلكِ.
فرحت المرأة، وابتهج الصغير بالطعام الساخن الشهي، ثم غادر الصياد فرحاً حين شاهد السعادة على وجه السيدة وطفلها،
غير أنه سرعان ما تذكر زوجته وابنه فكيف يعود إليهما دون طعام؟، وبينما يتابع سيره مهموماً، شاهد قافلة كبيرة، تمر أمام منزله،
ثم سمع رجلاً عجوزاً يقود القافلة وينادي: مَن يدُلني على منزل أبو النصر الصياد؟ فقال له الصياد: أنا من تبحث عنه.
فقال له الرجل: إني مدين لك يا أخي، فقد كنت أعمل مع والدك بالتجارة، وأقرضني ماله منذ عشرين عاماً، ثم مات.
وأنا لم أكن أمتلك المال وقتها، ولم أستدل على بيتكم، ثم باعدت بيننا الأيام، لكني والحمد لله،
كنت مخلصاً في البحث عنك طوال السنوات الماضية، بعدما ربحت تجارتي، وقررت أن أجعل لمال والدك نصيباً من أرباحي،
خذ يا أبو النصر هذه ثلاثين ألف درهم مال أبيك وأرباحه، وهذه القافلة هدية مني لك،
يقول أبو نصر الصياد: كاد قلبي وقتها أن يتوقف من السعادة، وها أنا تحولت إلى واحد من أغنى الناس بين ليلة وضحاها.
تابع قصة الصياد الفقير أبو النصر
ثم بارك الله لي في المال، وأصبحت أمتلك الكثير من الأنعام والبيوت، وأصبحت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة شكراً لله
ثم مرت الأيام، وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي من كثرة صدقاتي على الفقراء.
وذات ليلة رأيتُ في منامي، وكأن أهوال يوم القيامةِ، ثم وضعت الموزاين، ونادى مُنادٍ: هلم يا أبو النصر لوزن حسناتك وسيئاتك
فوضعت حسناتي في كفة، ووضعت سيئاتي في أخرى، فرجحت السيئات، فقلت لنفسي أين الأموال التي كنت أتصدق بها؟
فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم تصدقت به، شهوة رياء وإعجاب بالنفس، فلم يكن للصدقة وزن،
ولما رجحت السيئات، بكيتُ وقلتُ: ما النجاةِ؟، فسمعت مُنادٍ يقول هل بقي له من شيء؟
فأذا بصوت يقول: نعم له صدقة رقاقتان، فوضعت في كفة الحسنات فهبطت الكفة، حتى تساوت مع كفة السيئات.
يقول: وضعت يدي على صدري وكأن قلبي سيقفز من شِدة خوفي، ثم سمعتُ مُنادٍ يقول: هل بقي له من شيء أخر؟
فقال أخر: بقي له دموع المرأة حين أعطاها الرقاقتين، فوضِعت الصدقة على الكفة، فإذا بكفة الحسنات رجحت.
فرح الصياد، وسمع منادي يقول: هل بقى له من شيء؟، فقيل: نعم، له فرحة الطفل الصغير حين أمسك الرقاقتين،
فلما وضِعت في الكفة، فإذا بها كحجر عظيم يثقل الكفة، ثم سمع أبو النصر، منادي يقول: لقد نجا لقد نجا!.
فاستيقظ من النوم فزعاً، وتذكر حينها نصيحة الرجل لصالح، فقال لنفسه: يا أبو النصر، إذا فعلت خيراً فاستره، وإذا نلت خيراً فانشره
وكانت هذه نهاية قصة الصياد الفقير أبو النصر..
شاهد المزيد.. قصة البقرة الثمينة مع الشيخ كرم والفلاح الفقير | قصص عربية فيديو