قصص للكبار.. الشاب نعمان وغرابين الجن | قصص عربية فيديو
قصص للكبار – يحكى أن شابا بدوياً اسمه نعُمان، كان يعيش مع والدته، وكانت دائما توصيه، بأن يفعل الخير دائماً
وتنصحه بأن لا يصاحب شخص ذو نيتين، فقال لها: وكيف لي أن أعرف أن له نيتين يا أمي؟
قالت: ستعرف يا بني، وربما سيخبرك هو بأن له نيتين من تلقاء نفسه وبلسانه.
وبعد سنوات، ماټت أمه فحزن عليها الشاب حزناً كبيراً، وبقي في منزله وحيداً، ثم فكر بعدها في بيع المنزل والرحيل إلى مدينة أخرى.
فباع البيت، واشترى بعيراً وذهباً وسيفاً، ثم أخذ باقي المال وسافر، وفي طريق سفره، قابل رجل مريض طريح الأرض، ومكسور الساق،
يكاد ېموت جوعاً وعطشاً، فقفز الشاب نعُمان من على ظهر البعير، وأعطى الرجل الماء والطعام، ثم فك عمامته، وربط بها ساق الرجل.
وقام بحمله على البعير، ثم تابعا سيرهما. وفي طريقهما، وحتى لا يشعران بطول السفر، أخذا يتبادلان الحديث وقصص التجارة.
فسأله الشاب: ما الذي أصابك، وكيف أتيت إلى هنا؟
فقال الرجل: كنا في غزوة وأنهزمنا، وأصُبتُ في ساقي، فتركني رفاقي بعدما أصُبتُ حتى يتمكنوا من الهروب،
ثم سأل الرجل الشاب عن حاله، وإلى أين يتجه، فقال الشاب: لقد قررت السفر بعدما ماتت أمي وشعرت بالحزن عليها وكنت أعيش وحيداً.
وتذكر الشاب نعمان وصية أمه، فقال للرجل: كانت أمي توصيني دائما أن لا أصاحب شخص له نيتان.
فقال الرجل: أنا ذو نيتين. فضحك نعُمان، وظن أن الرجل يمازحه.
ثم سارا معا حتى نفذ الماء منهما، وكان بعيرهم وصل إلى مكان به بئر عميق وسط صحراء.
قصص للكبار.. قصة نعمان وغرابين الجن
قال الرجل المصاب للشاب: دعني أنزل وأجلب لنا الماء.
فقال الشاب: لا يا رجل أنت مريض ومكسور الساق. أنا سأنزل، عليك فقط بربط الحبل في عنق البعير،
ثم أنزلني في البئر حتى أملأ القِربة. مرة نشرب منها، وأخرى يشرب منها البعير، وفي المرة الثانية،
وحين وصل نعُمان ركوة البئر، وأصبح قريباً من الماء، أمسك الرجل المصاب السيف،
ثم قطع الحبل، فسقط الشاب في قعر البئر، فشعر نعُمان بالفزع وصاح: يارجل، لماذا تركت الحبل؟.
تابع قصص للكبار
رد الرجل: أنا أخبرتك من البداية أن لي نيتين، فقال نعُمان: خذ البعير والسلاح والمال، لكن أخرجني من هذا البئر.
قال الرجل: لو أخرجتك من البئر سوف تقتلني، قال الشاب: أعاهدك أمام الله لن أقتلك، لكنه رفض.
ثم ذهب ترك الشاب يواجه الموت وحيداً في البئر، وأخذ ماله وبعيره وهرب.
حينها تذكر نعُمان نصيحة امه، أن لا ېعاشر من له نيتين.، ولما حل الظلام وانتصف الليل فإذا بغرابين أسودين،
بينهما غراب عجوز، يقفان على طرف البئر،
ثم قال أحدهما للأخر: هل تعرف إبنة الأمير فصيح؟، قال الغراب العجوز: نعم أعرفها
قال له: لعلك تعلم قصة هذه الفتاة الجميلة، التي تقدم لخطبتها الآلاف من خيرة الرجال ورفضتهم.
قال الغراب العجوز: نعم أعلمها. فقال: صنع لها الدجال الذي أعمل لخدمته سحراً، فأصبحت تنام الليل والنهار،
قصص للكبار.. ماذا فعل نعمان مع الفتاة المسحورة وكيف تمكن من فك السحر
وتقوم من نومها مفزوعة، وتقطع ثيابها، ولم يتقدم أحد لخطبتها حتى اليوم، بينما أخبرني الدجال أن فك هذا السحر بسيط جداً.
فقال الغراب العجوز: وكيف يفك هذا السحر؟، قال: يقرأون الفاتحة سبع مرات في ماء ويسقونها البنت فتشفى بآذن الله.
ضحك الغراب العجوز وقال: أنت لا تعلم ما أعلمه أيها الغراب الصغير.
هل تذكر المدينة الخضراء بوسط الجبال؟. والتي كانت مشهورة بالثمار والخضرة والمزارع والماء الوفير؟
قال الغراب: نعم أذكرها. فقال الغراب العجوز، لقد صنع لها دجال كنت أعمل في خدمته سحر عظيم، فجف ماء الأبار فيها،
ثم ماتت أشجارها، وهي الآن أصبحت كالصحراء، ويعاني أهلها الفقر والجوع، وسوف يتركونها عما قريب، وتصبح مملكة لكل السحرة.
قال الغراب متعجباً: وكيف فعل لذلك؟، قال الغراب العجوز، السحر سد ماء البئر الذي يقع تحت الجبل، وهو مجمع عيون الماء. فأصبح جافاً.
تابع قصص للكبار – وقد علمت أن فك هذا السحر، عمل سهل وبسيط. فسأله: وكيف يفك هذا السحر؟
فأجابه الغراب العجوز: يقرأون خواتيم سورة البقرة، والمعوذتين على ماء، ثم يصبونه على منبع الماء في البئر فينفك السحر،
ثم يخرج الماء يتدفق من جديد. وفي أثناء ذلك كان الشاب نعُمان في أسفل البئر يستمع إلى حديث الغرابين في ذهول،
وقال لنفسه ما هما إلا غرابين من الجن. ثم طلع الصباح، ومرت قافلة بالبئر، فأنزلوا دلو بالبئر فقام الشاب بقطع حبل الدلو
تعجب أهل القافلة وقالوا: ربما صخور البئر قطعته، فأنزلوا دلو ثانِ فقطعه الشاب، فأنزلوا ثالث، فقطعه.
قال كبير القافلة: يبدو أن هذا البئر فيه شيء غريب، مَن منكم ينزل، ويخبرنا ما الذي يقطع حبل الدلو؟
تابع قصص للكبار- نعمان يخرج من البئر
فتشجع أحدهم وقال: أنا أنزل ياسيدي، فلما نزل و وصل إلى ركوة البئر فإذا بالشاب نعُمان ينادي عليه،
فقال الرجل: بسم الله. من أنت؟ هل أنت من الجن أم الإنس؟، فقال: يا أخي أنا إنسي، وقد وقعت في هذا البئر المظلم، وحكى له قصته.
فقال له الرجل: ولماذا قطعت الدلو؟ قال: خشيت أن أتعلق بالدلو، وإذا رأيتموني تخافون مني، وتتركون الحبل وتهربون، كما فعلت قافلة قبلكم.
فأمسك الشاب بالدلو، وملأ لهم الماء، فأخرجوه من البئر وحكى لهم قصته،
فقالوا له، والآن إلى أين انت ذاهب قال إلى مدينة الشيخ فصيح ومدينة الخضراء المسحورة.
فقالوا نحن في طريقنا إليهما. ولما وصلوا كان الشيخ فصيح، شيخ القبيلة، يقف في استقبال الضيوف.
وحين جلسوا عنده وأكرمهم، سمع الشاب نعُمان صراخ في البيت، فقال: يا شيخ ما الأمر؟
قال شيخ القبيلة: هذي إبنتي، مريضة وأصابنا فيها بلاء وداء عضال منذ أربعة أعوام،
ثم لم أترك حكيماً أو طبيباً إلا واتيتها به، ولكن دون فائدة.
وقف الشاب نعمان، وقال للشبخ: أريد أن أرى ابنتك، فلما راها، أعجبه جمالها وقال للشيخ: ياسيدي ما مكافئة من يجعل الله شفاء ابنتك على يده؟
فقال له الشيخ: لهُ مايريد، فقال الشاب: أتزوجني إبنتك وتعطيني مالاً إن قدرني الله على شفاؤها؟
فرح الشيخ وقال له: أبشر، لك ما تريد وأكثر، قال لهم الشاب: أعطوني آناء فيه ماء، وبينما كانت الفتاة تصرخ وتمزق ثيابها
فقرأ به الآيات ورش عليها، ثم شربت منه، ففاقت وعادت إلى عقلها، فقال الشيخ: سأزوجك ابنتي وأبني لك بيتاً.
تابع قصص للكبار
وفي الليلة الثانية سأل نعُمان الشيخ عن طريق المدينة الخضراء التي جف ماؤها،
فسأله الشيخ: وماذا تريد من مدينة مات زرعها وليس فيها نقطة ماء؟، قال الشاب: إن لي حاجه فيها.
وبعد أيام، خرج الشاب ومعه زوجته ابنة شيخ القبيلة، فلما وصل إلى المدينة فوجد المدينة خالية إلا من ثلاثة منازل فقط،
كان يسكن فيها الناس بينما هاجر باقي أهل المدينة، فسأل الناس: ماذا أصاب مدينتكم؟
قالوا: كانت مدينتنا غنية بالماء والخيرات، ومنذ سبع سنوات أصابها قحط وجفت مياه الأبار فيها وهي الآن كما ترى.
اقترب الشاب نعمان من كبير القوم وقال له: بماذا ستكافئني إذا عاد ماء الأبار إلى مدينتكم مرة أخرى؟
قال الرجل: لك ماتريد وأكثر، فقال: أريد منكم مزرعة ومالاً وبيت.
فقال له الرجل: لك ذلك، فسألهم الشاب عن البئر الرئيسية
وعندما وصل إلى البئر قال لهم: هاتوا لي ماء فقرأ عليه وصبه على منبع الماء،
فاڼفجر الماء كالنافورة وعاد الخير إلى المدينة، وعاد إليها أهلها، فعاش معهم نعُمان وأحبوه حباً كبيراً،
ثم أصبح من كبار التجار، وأمتلك من المال الكثير، وفي يوم من الأيام، جاء رجل ضيفاً على أهل المدينة،
عودة ذو النيتين إلى القرية الخضراء
فإذا هو الرجل ذو النيتين، فعرفه الشاب نعمان، وقال له: هل تذكرني يالرجل؟، فقال: لا، قال نعمان، أنا ذو نية مخلصة، وأنت سرقت مالي،
ثم تركتني في البئر وهربت؟ تعجب الرجل، وقال الرجل ذو النيتين: وكيف أصبحت في كل هذا العز والثراء؟،
فحكى له نعُمان ما حدث، فخرج الرجل مسرعاً،
فسأله الشاب: إلى أين ذاهب؟، قال: إلى البئر، قال نعمان: يارجل أنتظر.. ماذا ستفعل عند البئر في الليل؟
ضحك ذو النيتين وقال: والله ما أبيت الليلة، إلا في البئر. فذهب الرجل، ولما وصل، نزل إلى البئر، وجلس ينتظر “غربان الجن”
وفي الليلة الثانية، وعندما حل الظلام، فإذا بالغرابين يحطان على حافة البئر،
ثم قال أحدهما: هل علمت ماذا حل بإبنة الشيخ فصيح؟، قال: ماذا؟، قال انفك عنها السحر وتزوجت!،
قال الأخر: وسحر المدينة التي حبس الماء عنها، انفك أيضاً، ورجعت المدينة خضراء
بينما فقال الغراب العجوز، أنا أظن عندما كنا نتحدث منذ عام مضى في هذا المكان، أن شخصاً ما كان في البئر وسمعنا،
وربما الأنس يأتون إلى البئر لكي يتجسسوا علينا، قال الغراب الشاب: ما رأيك أن نردم هذه البئر المشؤمة؟
فدفنوا البئر فوق رأس الرجل الخبيث ذو النيتين، وهكذا كانت نهاية صاحب النيتين، وكما يقال “على نياتكم ترزقون”
لطفاً، إذا أتممت القراءة اترك أثراً طيباً تؤجر عليه، سبح، أستغفر، صل على النبي ﷺ
شاهد المزيد.. قصة الشاعر الفقير.. وزع طناً من الذهب على أهل قريته | قصص عربية فيديو