أخبارتلفزيون بيوتناصالون بيوتنا

قصص متلفزة.. “كراسي الخونة” .. واحدة من أشهر قصص الانتقام

القاهرة – بيوتناTV

قصص – عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، دارت أحداث واحدة من أشهر وقائع الانتقام في التاريخ

بطل هذه القصة كان يعمل ضابطاً برتبة نقيب في الجيش البريطاني، وكان يدعى “كوبر فيبس كولز”

وكان قائداً في البحرية البريطانية، تدور القصة ما بين النقيب (كوبر) ومواطن أردني كان يدعى (الغربال)

لم تكن المقاهي منتشرة في مدينة الزرقاء بالأردن، أيام الانتداب البريطاني كما هو الحال في أيامنا الحاضرة،

الزعيم الغربال

وكان هناك مقهى اسمه “مقهى النصر” وكان أشهر مقاهي المدينة، وكان هناك مجموعة من الشباب مفتولي العضلات،

يترددون على المقهى، بل وكانوا يقضون معظم وقتهم في لعب ورق الشدة أو “الكوتشينة”، وكان لهم زعيم لا يقومون بأي عمل إلا بعد موافقته،

وكان الفتى زعيمهم طويل القامة، قوي البنية، ذا شارب عريض، كان وسيماً، ولكن له نظرة قاسية، يرتعد منها من يقف أمامه، وكان فتى جريء إلى حد التهور، ولا يهاب أحداً،

وذات ليلة جاء إلى المقهى ضباط إنجليزي شاب، برتبة نقيب، أراد الضابط الجلوس، فوقعت عينه على طاولة فارغة، ولسوء حظه اختار الطاولة الملاصقة لطاولة الغربال، سحب الضابط كرسي ليجلس فوقه،

ولكن الغربال قام بفعل جريء، حيث أزاح الكرسي من تحت الضابط بسرعة وخفة يد، مما تسبب في سقوط الضابط الإنجليزي بشدة على الأرض،

لتتعالى أصوات ضحكات وقهقهة الحضور بالمقهى، نظر الضابط إليهم قبل أن يستعيد توازنه بخفة، وينفض غبار ملابسه الرسمية التي اتسخت بسقوطه.

الغريب في الأمر أن الضابط لم تظهر عليه أي علامات غضب تجاه ما فعله الغربال، بل استعاد الكرسي، وجلس وطلب مشروبه المفضل، بل أنه شارك رواد المقهى ضحكهم على فعلة الغربال.

تهنئة غير متوقعة

مرت لحظات صمت وترقب، ثم وقف الضابط ونظر إلى الغربال، واقترب منه ومد يده ليصافحه

وقال له: أنت جريء لدرجة تحسد عليها، وأنا أهنئك على هذه الجرأة، فهي حقاً نادرة لا يملكها إلا قليلون،

أنت قمت بإزاحة كرسي من تحت أحد الضباط الإنجليز، وهذا شيء يستحق التهنئة

تعجب الغربال من ردة فعل الضابط، وقال له لم أكن أتوقع منك هذا الثناء أبداً !، فرد الضابط، وماذا كنت تتوقع مني؟

فأجاب الغربال، توقعت عراكا عنيفاً بيني وبينك. فقال له الضابط، ربما فكرت في ذلك فعلا، لكن لا أخفي عليك سراً،

سرعان ما أعجبت بتصرفك ورأيته تصرفاً بطولياً، ذلك أنا أعجبت بك وسوف أسدد عنك كل طلباتك من المقهى،

فرد الغربال.. أنا خادمك الغربال يا سيدي. فقال الضابط، وأنا النقيب كوبر، ولابد أن نلتقي مرة أخرى،

أنا معجب بك جداً، وهذا رقم هاتف مكتبي، إذا تعرضت لأي مشكلة اتصل بي على الفور ستجدني إلى جانبك

أنا أحب الرجال الشجعان مثلك، وأعتقد أننا سوف نكون أصدقاء. شعر الغربال وقتها بفرحة ونشوة كبيرة

وأحس أن هناك مسئول له كلمة مسموعة في البلاد يقدم له حماية وحصانة، لتتزايد بعدها تصرفات الغربال الحمقاء

حتى أن قصص الغربال ذاع صيتها بالمدينة كلها، وفي كل مرة حين كانت السلطات تلقي القبض علي الغربال

كان يسارع بالاتصال بالنقيب كوبر ويرد عليه الأخير: أهلاً يا صديقي، أنا معك ودائما معك يا الغربال،

تصرف كما تريد، وأي مشكلة تقع فيها سأقتلعك منها كما تقتلع الشعرة من العجين، لا تقلق أبداً.

قصص بيوتنا – لقاءات الضابط والغربال

مرت الأيام واعتاد النقيب كوبر أن يأتي إلى المقهى ويلتقي الغربال، وذات ليلة، اقترب الضابط كوبر من الغربال

وهمس له: تعجبني شجاعتك جدا يا الغربال، ولكن أنا أخاف عليك من أن تتورط في مشكلة كبيرة

وقد لا تستطيع حماية نفسك، لذلك سوف أهديك مسدسا تحمي به نفسك، لكن ياصديقي

أحذر، ولا تستعمله إلا عند الضرورة القصوى، أنا أثق بك، وأعلم أنك لن تخبر أحدا بشأن المسدس،

فرح الغربال وقال للضابط: شكرا لك سيدي، سأكون حريصا جدا ولن أخبر أحداً، ولن أستعمل المسدس إلا عند الضرورة القصوى

كان الغربال يحرص على حضور المزادات بأسواق المدينة بعد صلاة الجمعة، ويعرفه بائعي السوق ويتجنبون الاصطدام معه،

لذلك اعتاد الغربال إذا أعجبه شيء أخذه إما بالتراضي أو بالقوة، وذات يوم في أحد المزادات

أعجبه معطف جلد فاخر مع أحد التجار بلغت قيمة مزاده عشرين دينارا، غير أن الغربال لم يكن يملك المبلغ

فقام بافتعال مشاجرة  كبيرة واشترك معه جماعته، اتسعت المشاجرة، حتى اصطدم الغربال بأحد الأشخاص

وكان يفوقه بدنياً فتفوق عليه، وقع الغربال على الأرض منهكاً ولم يكن قادر على النهوض،

قصص- إعدام الغربال أمام النقيب كوبر

ولكن الشخص هذا لم يتوقف عن ضربه، حينئذ أخرج المسدس من طيات ملابسه وأطلق النار على هذا الرجل الضخم

ليسقط أمامه قتيلاً، وسط بركة من الدماء

حضرت الشرطة واعتقلت الغربال وزج به في السجن بتهمة القتل العمد، وقتها طلب مقابلة النقيب كوبر الذي بدوره قال له:

لا تقلق، كما قلت لك سابقا أنا معك وسأبقى معك طوال الوقت، ولكن كما تعلم يجب محاكمتك ليأخذ القضاء مجراه

استمرت محاكمة الغربال ثلاثة أشهر، وأخيرا أصدر القاضي حكمه بالإعدام شنقا على السيد الغربال،

مرت الأيام واختفى النقيب كوبر، وفي صباح يوم تنفيذ الإعدام، حضر كوبر إلى ساحة الإعدام ومعه كرسي،

طلب الضابط “كوبر” من الجلاد أن يقف الغربال على هذا الكرسي تحديدا، وبينما يقوم الحراس بلف حبل المشنق

حول رقبة الغربال، كان يصرخ وينادي أين صديقي الضابط، اقترب منه النقيب كوبر وقال له: أنا هنا يا الغربال

ثم همس له، هل تتذكر هذا الكرسي يا الغربال؟ فرد الغربال، لا أذكره، أرجوك أنقذني أيها النقيب كوبر كما وعدتني وبأنك لن تنساني،

ولن تتخلى عني. فقال له الضابط مبتسماً، هذا الكرسي هو نفسه الذي أزحته من تحتي في المقهى في أول لقاء لنا

وبالتأكيد أنا لم أنساك مثلما وعدتك ثم ركل النقيب كوبر الكرسي بقدمه وهو يقول: “هكذا تزاح كراسي الخونة في وطننا”

شاهد المزيد.. رزق حلال.. جولة كاميرا بيوتناTV مع صيادين النيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى