أخبارتلفزيون بيوتناقصص

قصص.. شيخ القبيلة والبدوية ذات الحُسنِ والأدب

قصص – تزوج شاب بدوي فتاة من قبيلته ذات حسن وأدب وأخلاق ودين، ومضى عام على زواجه

ثم نشبت بينه وبين أحد أبناء عمومته مشاجرة كبيرة، فقتله، ورحل مع زوجته بعيداً عن الديرة كما تقتضي الأعراف القبلية،

وتوجه إلى ديار بعيدة، اعتاد الزوج زيارة منزل شيخ القبيلة، وحضور مجلسه، وكان رجال القبيلة يجلسون للسمر وتدارس مختلف الأمور،

وذات يوم مر الشيخ من أمام بيت الرجل، وشاهد زوجته فسُحِر بجمالها، وخطرت في باله فكرة شيطانية، وهي أن يقصي الزوج عن البيت،

لينفرد بالزوجة، ويحاول الإيقاع بها، وعندما عاد إلى مجلسه، وكان عامراً بالرجال ومن بينهم صديقه زوج الحسناء،

فقال شيخ القبيلة: علمت أن الديرة الفلانية فيها ربيع ما مثله! وأريد أن أرسل إليها أربعة رجال يرودونها، ويتأكدون من الربيع فيها،

واختار أربعة من الرجال ومن بينهم زوج المرأه الجميلة، وكانت رحلة الرجال الأربعة تستغرق ثلاث أيام ذهاباً وإياباً،

وفي ظلام الليل والناس نيام، تسلل شيخ القبيلة، إلى بيت جيرانه حيث كانت المرأه بمفردها، وكانت نائمة،

وقبل أن يصل غرفتها اصطدمت قدمه بعامود معدني، وأحدث صوتاً عالياً، افاقت المرأة من نومها، وصاحت: من في البيت ؟!

فرد الشيخ: أنا فلان شيخ العرب الذي تسكنون عنده

فقالت البدوية: حياك الله.. ماذا تريد يا شيخ العرب في مثل هذا الوقت المتأخر؟

أجابها الشيخ: أعجبني جمالك عندما رأيتك، وسلبتِ عقلي وقلبي، وأنا أريد قربك ووصالك

شاهد قصة شيخ القبيلة والبدوية الحسناء في مقطع فيديو

قالت البدوية: لم يكن هذا ظني بك.. لكن لا مانع عندي من وصالك، ولكن بشرط عندي لغز، إذا علمت حله أكون لك كما تريد

قال شيخ القبيلة: أشرطي وتشرّطي، وجميع شروطك مُجابة !

قالت له البدوية: حتى لا يجيف اللحم ( أي يفسد ) نرش عليه الملح، لكن من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!

ولك أن تستعين بمن تريد لحله، فإذا جئتني بالحل صرت لك كما تريد !

قال الشيخ: أنصفتِ، وسآتيك غداً ومعي الحل.

ثم ذهب شيخ القبيلة الى بيته بخفي حنين، وأمضى الليل يفكر في حل اللغز ولم يصل إلى نتيجة، وفي اليوم التالي،

وبينما كان الشيخ يجلس في أحد مجالس الرجال، مهموم بالبحث عن طريقة حل اللغز، ففكر في سؤال الجالسين في مجلسه، ربما يفطن أحدهم إلى الحل.

فقال لهم الشيخ، أفتوني في حل هذا اللغز، “حتى لا يجيف اللحم نرش عليه الملح! من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!

أجاب الحضور، وكان رد كل واحد منهم على قدر عقله وعلمه، لكن الشيخ لم يقتنع برأي أيً منهم.

وبعد أن انفض المجلس وغادر الرجال، إلا رجل واحد ظل جالساً، وكان معروف عنه حكمته وإلمامه بـ قصص القوم وأنه واحد من دهاة القبيلة،

أصحاب الحكمة والعلم، ولاحظ الشيخ أن هذا الرجل هو الوحيد الذي لم يتكلم، ولم يجاوب على حل اللغز،

ثم سأله شيخ القبيلة ساخراً، أين حكمتك وعلمك، لماذا لم تجاوبني عن اللغز؟

أجابه الرجل: أنا لدي إجابتك، ولكني أردت أن نتحدث وحدنا على إنفراد

أما عن سؤالك، فأصل اللغز هذا بيت من شعر قاله أبو سفيان الثوري، ويقول هذا البيت:

يا رجال العلم يا ملح البلد .. من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد؟!

وإن لم يخب ظني فإنك راودت امرأة عالية المقام، ذات دين، تمتع بذكاء وحكمة عن نفسها، فأرادت أن تصدك ولا تفضحك،

وأن تكسبك كأخ لها ولا تخسرك، ولا تزيد إلى أعدائها أعداء أهلها عدوا بحجمك ومقامك، هكذا حال النساء الصالحات،

يحفظ أنفسهن إن غاب زوجها وإن حضر، وقد قالت لك ما قالت، وكأنها تريد أن تقول لك ولمن سمعك

ياشيوخ العُرب يا ملح البلد *** من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!

فهي تقصد: إن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة كما يصلح الملحُ اللحم ! فمن يصلح الشيخ إذا الشيخ فسد ؟! 

وكأن إجابة الرجل الحكيم أيقظت ضميره النائم، وأصابه الخجل الشديد من حكمة السيدة البدوية، وملأه الندم على ما كان منه المكائد والمفاسد ! 

فقال شيخ القبيلة: أصبت كبد الحقيقة أيها المبجل! فاستر عليَّ زلتي سترك الله في الدنيا والآخرة.

شاهد المزيد.. صيادين السمك البلطي.. جولة في الفجرية مع صيادين النيل في مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى