القاهرة – أميرة مجدي
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً حين أطلقت “ماريانا باخماير” امرأة ألمانية النار داخل المحكمة وقتلت مغتصب وقاتل ابنتها أمام الحضور وكاميرات المصورين في فعل رأته الأم مناسباً للقصاص من جارها المتهم بقتل نجلتها.
بدأت أحداث الواقعة في مايو 1980 حين تعرضت الطفلة “آنا” 7 سنوات، لعملية اختطاف ثم قتل على يد جارها كلاوس غرابوفسكي والذي يعمل يعمل جزاراً ويبلغ من العمر 35 عاماً، وسبق اتهامه بارتكاب جرائم جنسية.
بلاغ من خطيبة المتهم وراء كشف الجريمة
ورجح دفاع المجني عليها وقتها أن يكون المتهم قتل الطفلة بعد محاولة “اعتداء جنسي” عليها ثم تحول الأمر إلى جريمة قتل وأكدت التحقيقات أن “كلاوس” تخلص من جثة الطفلة بوضعها داخل صندوق وتركها بعد ذلك على ضفة قناة غير أن الجريمة انكشفت بعد أن أبلغت خطيبة المتهم الشرطة وخلال التحقيقات قال المتهم “غرابوفسكي” أنه خشي من يفتضح أمره أو أن تبوح الضحية “آنا” بمحاولته الاعتداء عليها إلى أمها فقام بخنقها باستخدام أحد الجوارب.
يوم اطلاق النار في المحكمة
المكان.. قاعة محكمة مقاطعة لوبيك بألمانيا، الزمان.. صباح يوم 6 مارس 1981.. كان هو اليوم الثالث للمحاكمة وفي العاشرة صباحاً تمكنت ماريانا باخماير من تهريب سلاح ناري ماركة “بيريتا 70” إلى داخل قاعة محكمة مقاطعة لوبيك، الغرفة 157، دخلت ماريانا باخماير قاعة المحكمة ثم أخرجت السلاح الناري من معطفها وأطلقت النار على “غرابوفسكي” في ثبات أدهش الجميع وجعلت من يشاهد هذا المقطع يظن بإنه أحد المشاهد السينمائية إذ أطلقت الأم 7 طلقات من مسدسها أصابت 6 منها جسد المتهم ما أسفر عن مقتله على الفور حازت القضية على تغطية إعلامية واسعة وأثارت دهشة المجتمع.
تم محاكمة الأم بتهمة قتل المتهم باغتصاب وقتل ابنتها، وأدان قاضي المحكمة الأم “باخماير” بالقتل الخطأ وحيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني وحكم عليها بالسجن ستة أعوام ولكن أطلق سراحها بعد أن أمضت ثلاث سنوات غادرت باخماير إلى الخارجقبل أن تعود إلى ألمانيا بعد إصابتها بسرطان البنكرياس. وتوفيت عن عمر يناهز 46 عاماً ودُفنت بجوار ابنتها آنا في مقبرة بورغتورفريدهوف في لوبيك.
اقرأ المزيد.. السماء أمطرت ناراً.. كيف تفاقمت كارثة حريق حفل زفاف الحمدانية ؟!