الإنتحار الجماعي للحيتان.. ظاهرة رسمت مشاهد مؤثرة، تبدأ بانطلاق مجموعات الحيتان في اتجاه الشواطئ، ثم تُلقي بنفسها خارج المياه، لتبقى جانحة فوق الرمال أو الصخور، تتنفس في استسلام دون حركة وينتهى بها الأمر بـ الموت البطيء جراء تعرضها للجفاف، وعدم قدرتها على التنفس.
وشهدت استراليا نهاية عام 2020 جنوح 460 حوتاً بشواطئ جزيرة تسمانيا 11 ولم تتمكن السلطات من إنقاذ سوى 70 فقط، بينما نفق 260 حوتاً، وقال باحثون، إن عدد الحيتان تقلص من 4 ملايين إلى قرابة 1.3 مليون فقط بسبب الصيد الجائر وظاهرة الانتحار!
هذه الظاهرة حيرت العلماء لسنوات طويلة حتى بعد دراسات عميقة لسلوك هذه الكائنات الضخمة ورجح بعضهم أن تكون الطحالب الحمراء وراء ظاهرة انتحار الحيتان، حيث لاحظوا أن تزايد هذه الكائنات الدقيقة، غالباً ما يؤدي إلى تسمم الحيتان وغيرها من كائنات البحر نتيجة تغذية هذه الطحالب على المياه الملوثة.
ما قد يدفع الحيتان للخروج من بيئتهم الفطرية في محاولة للتخلص من الألم، وقالت أبحاث أخرى إن الحيتان، كائنات مخلصة لبعضها بدرجة كبيرة، وأن أصابة أحدهم أو مرضه، ربما تكون وراء قراره بمحاولة التخلص من ألمه بالإنطلاق إلى الشاطىء بسرعة وبالتالي قد يتبعه الآخرون ظناً منهم أنه في خطر أما عن التفسير الأرجح حتى الآن.
وبحسب ما يعتقده علماء، أن موجات “السونار” أو التصوير الصوتي، التي تصدر عن أجهزة الغواصات والسفن الضخمة، تدفع الحيتان إلى الانتحار، بسبب تأثيرها الشديد، والذي يسبب حالة من التوتر والخوف لدى الحيتان، ما يدفعها إلى الهروب والبحث عن ملاذاً آمن، لكنها لا تجد إلا الشاطئ لتلفظ أنفاسها فوقه، وكأنها استجارت من ضوضاء وألم السونار بالموتِ.
