قصص للكبار.. قصة القرد الذكي الذي زوج الحطاب الفقير من الأميرة | قصص عربية فيديو
قصة جديدة من سلسلة قصص للكبار على منصة “بيوتناTV”، استمتع بقراءتها أو مشاهدتها في مقطع فيديو ممتع.
تقول القصة: في أحد الأيّام ذهب حطاب فقير إلى الغابة، وجمع حزمتين كبيرتين من أغصان الشجر الجافّة ثم وضعهما على حماره،
ونزل السّوق مع زوجته ليبيعها، وبينما كان يسير في طريقه إعترضه صياد، وعرض عليه أخذ حزمتين الحطب مقابل قرد وقع في مصيدته،
أعجبت الفكرة الحطاب، وقال لزوجته: إنّه حيوان لطيف وسيؤنس وحدتنا، لكن زوجته رفضت وصاحت في وجهه: ويحك يا رجل!!
نحن بحاجة إلى المال، أم أنك نسيت ذلك؟، وقبل أن يغادر الحطاب وزوجته،
إقترب القرد من الحطاب وهمس له: لا تسمع كلامها، وأبعد عنكَ هذه الزوجة النكدية، وأنا سأزوّجك إبنة الملك،
رمقه الرّجل بطرف عينه فرآي أمارات الجدّ على وجه القرد، وكان قد سئم الحياة مع زوجته
فقال لها: كنتِ تهددينني دائماً بالذهاب إلى بيت والدك، الآن إرجعي إلى أهلكِ فلم أعرف معك إلا الفقر،
قصص للكبار قبل النوم.. شاهد قصة القرد وبائع اللبن المغشوش!!
ثم قال الحطاب للقرد متى سأذهب إلى القصر لطلب يد الأميرة، فقال له القرد، أذهب الآن، لو أردت.
ذهب الحطاب ولمّا وصل إلى القصر، علم أنّ الملك يضع شرطا صعباً لمن يريد الزّواج من إبنته، وهو أن يدفع مهرها على حسب وزنها ذهباً.
عاد الحطاب إلى القرد غاضباً وقال له: لقد خدعتني، فمن أين آتي بكل هذا الذهب للأميرة؟
قصص للكبار.. القرد اللئيم في غرفة الأميرة
أجابه القرد: لا تقلق، سأتدبّر الأمر، ونلتقي غداً..
وفي الليل، بدأ القرد يقفز فوق الأشجار ويرقص ببراعة أمام نافذة غرفة الأميرة، وعندما شاهدته أعجبت بخفة ظله،
وبدت عليها السعادة ومدّت إليه موزة، فقفز القرد على نافذة الأميرة وقشّر الموزة وأكلها، ثم قطف باقة من الزّهور الجميلة،
ثم وضعها على نافذة الأميرة، ودخل فجلس في غرفتها الدّافئة، ونظر إليها بعيونه الواسعة، فأطعمته حتى شبع،
ولمّا أرادت النوم وضعت له سجادة من جلد خروف ناعم لينام عليها، جلس القرد مستمتعاً ثم صعد قربها،
فمسحت الأميرة على رأسه بكفّها النّاعم، وقالت له: تبدو سعيدا بهذا البيت الصغير، أليس كذلك؟
فحرّك القرد رأسه، فتعجّبت، وقالت له: كأنّك تفهم كلامي أيّها القرد الذكي؟ فأجابها: لم تخب فراستكِ يا مولاتي فأنا أفهم ما تقولين،
زادت سعادة الأميرة، وقالت له يمكنك أن تعيش معي هنا لو أردت ذلك، وقالت: أبي يحبسني في هذا القصر،
ويمنعني من الخروج وأنا أشعر بالملل، فبدأ القرد يقصّ عليها أعجب الحكايات وقصص للكبار، وهي تسمع حتى نامت.
وفي الليلة الثانية، قال القرد للأميرة: علمت أنّ الملك يشترط وزنك ذهباً مهراً لكِ، يبدو أنّ خزائنه فارغة،
ويريد ملأها بالذّهب، قطّبت الأميرة حاجبيها، وقالت له: أنت لا تعرف مدى ثرائنا، أبي ثري جدا ويمتلك أطناناً من الذهب،
يحتفظ بها في مخبأ داخل سرداب القصر، ويعلّق المفتاح في رقبته، ولما نامت الأميرة تسلل القرد إلى غرفة الملك وسرق المفتاح،
القرد وكنز الملك في سرداب القصر
ثم جرّبه في كلّ الأبواب المغلقة التي وجدها في السّرداب، ولم يبق إلا باب قديم، ولمّا أدار المفتاح انفتح الباب،
وظهرت خلفه غرفة كبيرة بها كنز عظيم من الذّهب والجواهر، وبدأ القرد في تنفيذ خطته حتى يوفي بوعده للحطاب، ويحضر له وزن الأميرة ذهباً،
فكان كل مرّة يملأ كيسا ويرميه من النّافدة، حتى جمع مقداراً كافياً، ثم أغلق الباب وأعاد المفتاح لرقبة الملك،
وعاد لفراش الأميرة، وأغمض عينيه، ونام، وفي منتصف الليل تسلل الحطاب إلى حديقة القصر،
وقام بجمع الذّهب، ولاذ بالفرار ثم جلس تحت شجرة ينتظر فتح أبواب القصر،
وفي الصباح الباكر، فتحت أبواب القصر وكان الحراس يصيحون، أيها الناس من كان له حاجة عند الملك فليدخل.
ولمّا جاء دور الحطاب قال للملك: أصلح الله حال مولاي لقد جئت لطلب يد الأميرة!
فسأله الملك هل تعرف الشرط؟ أجابه نعم يامولاي ثم صب الذهب في الميزان حتى تعادلت الكفتان،
والملك جالس يتعجّب من هذا الرجل، ولما سأله من أين له كل الثراء
قال له إنه تاجر ذهب وجواهر، فظهر الطمع على وجهه الملك، وقال له ستكون صهري وسأعينك وزيراً وأعطيك قصراً يليق بمقامك،
قصص للكبار.. شاهد قصة الشاعر الفقير.. وزع طناً من الذهب على أهل قريته
وفي ليلة العرس اشترى الحطاب ملابس فاخرة وركب حصاناً من كرام الخيل ومشى بين الناس يتبعه الخدم والحراس
وفي حفل زفاف كبير تزوج الحطاب الذي كان فقيراً من ابنة الملك، وفي أحد الأيام كانت الأميرة جالسة تمشط شعرها،
فتذكر زوجها الحطاب خدعة ذلك القرد الماكر، الذي زوجه أحلى البنات دون دفع درهماً واحد فغلبه الضحك حتى سالت دموعه،
قصص للكبار.. الأميرة تشكو زوجها إلى والدها الملك
بينما غضبت الأميرة، وظنت انه يسخر منها، وقالت: هل تسخر مني؟ أم تسخر من أبي الذي وافق أن يزوّجني إياك لأنك تملك المال والذهب؟
ومن يدريني أنّك لم تسرق هذا الذّهب من أحد الأثرياء، فليس لك شيئ من طباع السادة والملوك!
ثم ذهبت الأميرة إلى أبيها تشكو زوجها، أحس الحطاب بالخوف والحرج، ولم يعرف ماذا سيجيب لو سأله الملك،
فهو يعرف سطوته وغضبه، وربّما شكّ فيه، فلم يجد حلا سوى أن ينادي صديقه القرد وأخبره بالحكاية،
ففكّر القرد قليلاً، ثمّ همس له بالحل، فقال الحطاب: يا لها من فكرة لا تخطر على بال!
ثم هرع الحطاب إلى قصر الملك، في أبهى زينة، ولمّا جلس في حضرته أتاه الخدم بأكواب من الفضّة فيها شراب جوز الهند
فنظر إليها الحطاب باستعلاء وقال أنا لا أشرب إلا في الذّهب يا غلام!
فزاد غضب الملك، واحمرّت عيناه، وصاح: أرى أن وقاحتك قد زادت عن حدّها، بالأمس تسخر من ابنتي، واليوم تسخر من آنيتي!
فقال الحطاب: أعزّ الله الملك إنّما ضحكت البارحة لأنّك كنت تطلب مهر الأميرة وزنها ذهبا،
وهذا لا يليق بمقامها، ولو كنت أنا مكانك لطلبت قصراً من الذّهب تعيش فيه.
دهش الملك، وسأله لكن هل توجد قصور الذّهب؟ أجابه: نعم يا مولاي، في القرية التي كنت أسكن فيها،
والناس هناك أغنياء لدرجة أنّ الفضّة لا يشرب فيها إلا العبيد والخدم،
فنظر الملك إلى ابنته، وقال لها: لقد ظلمنا زوجك، هيّا اعتذري منه وهو على صواب، وقال لزوجها صدقت يا بُني، ولم نعطك حقّ قدرك.
ولمّا رجعت الأميرة إلى قصر زوجها، قالت في نفسها: ما هذا الرّجل إلاّ كذّاب، واعتاد أن يحرجني عند أبي، لكني سأنتقم منه على فعلته،
فذهبت إلى أبيها الملك، وقالت له: يا أبي أطلب من زوجي أن يذهب معي إلى قصر من الذهب، وسنرى إن كان صادقاً في زعمه أم لا.
قصص للكبار.. القرد ومدينة الكهنة والقرود المليئة بالكنوز
فناداه الملك، وطلب منه تحقيق رغبة ابنته، وإلا ضرب عنقه على كذبه، فهرع الحطاب إلى القرد
وقال له: إني في ورطة لا مخرج منها، فهيا بنا نهرب قبل فوات الأوان!
لكن القرد قال له: لماذا تهرب طالما يمكنك البقاء، وسأل الحطاب، هل تريد البقاء مع الأميرة أم لا؟
أجابه الحطاب: بالطبع أتمنى ذلك إنها صغيرة وجميلة وأنا أحببتها، لكنها تشكّ في أمري، وحياتنا لم تعد تخلو من المشاكل
قال له القرد: لا تقلق هذه المرّة سننهي شكوكها، وسيأدّبها والدها الملك عن شكوكها فيك،
ثم قال له: هل سمعت بالمدينة الذهبية التي كان يسكنها الكهنة والقرود؟
أجابه الحطاب: نعم.. ومن لم يسمع بها؟ وكان يقال أن بها أعظم الكنوز لكنّها خرافة ولا وجود لها إلا في قصص خيالية،
فقال القرد: هذا ما تعتقده أنت، ولكن الحقيقة غير ذلك، والآن أريد منك أن تستعد أنت وزوجتك الأميرة إلى رحلة قصيرة في الصباح.
قصص للكبار.. رحلة الحطاب والأميرة مع القرد
ثم ذهب القرد ليلاً إلى منطقة بها جبال عالية تقع خلف الغابة، ودخل إلى مغارة مليئة بالقرود،
وقال لهم أنا قادم غداً في الصباح برفقة صديقي الحطاب الذي أنقذني من شباك الصياد ومعه زوجته الأميرة،
ولا أريدكم أن تعترضوا طريقهم، فهم ليسوا من الأعداء، ولن يأخذوا شيئا من كنوز المغارة.
وفي الصّباح سار جملان وسط الصّحراء، حتى وصلا إلى الجبل، وكانت الأميرة طول الطريق تسخر من الحطاّب،
وتقول له كيف أصدّق أن هناك قصور مبنية من الذهب؟، ولمّا وصلت الأميرة ودخلت المغارة إنعقد لسانها من الدّهشة،
حين شاهدت تلال الذهب في كل مكان، وعروق الذهب تتدلى من السقف حتى الأرض وكأنها أعمدة ذهبية،
وكانت الجدران الصخرية تلمع ببريق يخطف الأنظار والقلوب، أما القرود فكانت تقفز وتصيح،
وتضع قطع الذهب والأحجار الثمينة فوق بعضها، حتى تصبح كومة كبيرة، تعجب الحطاب من المشهد، ولكنه تمالك نفسه،
ثم قال للأميرة: هل صدّقتِ ما قلته لك؟، و الآن سوف أعيدك إلى والدك وأرحل عنكم، طالما أنكِ لا تثقين بي.
ترجته الأميرة أن يبقى معها، بينما همس القرد للحطاب: أراك تتطلع إلى الذهب، عليك أن تعلم انه لا يمكن لأحد أن يأخذ شيئاً من كنوز هذه المغارة،
فمن قديم الزمان والقرود تحرسها ليلاً ونهاراً، ولكن لا تقلق، سوف أمنحك هدية ثمينة، لكن لي عندك شرط؟!
أوعدني أن تخبر الأميرة عندما تُحبكَ بما حدث في الماضي، وأن تعيد الذهب إلى سرداب الملك.
فسأل الحطاب القرد، كيف علمت بأمر هذا المكان؟
أجابه القرد: لأني أنا ابن الملك في هذه المغارة والجميع هنا خاضعون لأوامري، وقد خرجت يوماً للغابة ووقعت في شباك أحد الصيادين،
وبقية الحكاية أنت تعرفها، والآن سأوصلك إلى قصر الملك، وأعود إلى مملكتي بعدما زوّجتك من الأميرة كما وعدتك،
أما المغارة فسوف تقوم القرود بغلقها بالحجارة وتسدّ بابها، حتى لا يدخلها أحد.
ثم أعطى القرد الحطاب كيس كبير من الذهب، وقال له إلى اللقاء أيها الحطاب المحظوظ.
شاهد المزيد.. قصص قبل النوم: الثقة غالية.. والأب الحنون لا يعوض